الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة صالون الديكامرون يحتفل برواية "مسمار تشيخوف "للمبدع يوسف رزوقة

نشر في  29 أفريل 2014  (11:09)

يعتبر الكاتب يوسف رزوقة من الكتّاب القلائل الذين يبدعون فى مجالات متعددة فهو شاعر وناقد ومترجم وروائي وله انشغال بأدب الطفل، وهذه الموسوعية جعلت منه كاتبا متميّزا لم يلق الحظوة فى تونس فقط بل فى البلدان الاجنبية التى تحتفل به وبكتاباته.

وبمناسبة صدور روايته الجديدة "مسمار تشيخوف" من منشورات دار "مومنت كتب رقمية" فى بريطانيا، نظّم صالون الديكامرون فى "غرفة تشيخوف" ضمن فعاليات ربيع الكتاب التونسي لقاءً مع هذا المبدع فى مقهى المسرح البلدى حضره ثلة من المثقفين، وقدّم الكاتب وحاوره الروائي كمال الرياحى.

يوسف رزوقة المبدع المتعدد الوجوه

واكدّ كمال الرياحى فى تقديمه ليوسف رزوقة على هذه البانوراما التى تميز ابداع الرجل فهو شاعر ومترجم وروائي ومنظر ويكتب بلغات متعددة منها بالاضافة للعربية الفرنسية والاسبانية والانقليزية وغيرها والمهم فى ذلك ان له مؤلفات فى هذه اللغات كما انّ العديد من تجاربه الشعرية قد دُرست من قبل منظرين اجانب احتفاء بتجربته الشعرية الفذّة التى من ابرز سماتها تجديده فى العبارة وفى البناء الشعرى.

ويضيف يوسف رزوقة عن هذه المرحلة فعلاوة على كتابة الشعر بلغات متعددة، ألف مع ثلة من الاعلام دستور الشعراء رؤية جديدة لتشخيص الإيقاع العالمي الجديد في ظلّ الفضاء الاتصالي المعولم، كما نظم ورش لتطبيق العروض على القصيدة الفرنسية وله فى هذا السياق مؤلفات مع الشاعرة الفرنسية "هيرا فوكس ".

ولأنّ اللقاء لايمكن ان يلمّ بكل وجوه يوسف رزوقة الابداعية، فقد ركزّ على وجهه الروائي وتطرّق الى الاصدار الجديد "مسمار تشيخوف "

من الشعر الى الرواية

مارس يوسف رزوقة الشعر لزمن طويل وكان مبدعا فى هذا المجال وساهم فى تطوير اللغة الشعرية ومباحثها شعرا وتنظيرا حتى سمي بـ"الذئب فى العبارة". وبعد الاهتمام الكبير بالشعر هاهو يتحول الى الرواية، ويقول يوسف رزوقة فى هذا الصدد إنّ الرواية ليست مبحثا جديدا بالنسبة له فبداياته الابداعية كانت سردية قصصية فاوّل قصة كتبها وهو لم يتجاوز الثالثة عشر كانت بعنوان" شيء من الحرمان " ثم مارس الرواية فى محاولة اولى مع رواية " الارخبيل" اصدرها سنة 1986 ثم ابتعد وعاد من جديد لانه يعتبر ان الشعر" حالة " او اعتمال نفسي وانّ هذه المرحلة لا تسمح بركوب الشعر بقدر ما يرى انّ الرواية بممكناتها المنفتحة على الفنون الاخرى قادرة على التعبير على مكنونات الكاتب ومتغيرات المرحلة قائلا انّ "المرحلة تقتضى ركوب الرواية"..

"مسمار تشيخوف " العتبات

يرى كمال الرياحى انّ الادب العربي يتحرك فى هذا الاتجاه من العنونة الذى اتخذه العديد من الادباء مؤخرا فتقرأ "اصابع لوليتا"، "كافكا على الشاطئ"، "بابا سارتر"، "مسمار تشيخوف" وغيرها.. كما ان الرواية تزخر بالعديد من اسماء الادباء، ويتساءل الرياحى هل اصبح الادب موضوعا للادب ؟ يجيب رزوقة انّ العنوان هو الذى ينادى المؤلف وانّ عنوان روايته ليس مجانيا وانما هو موظف توظيفا فى داخل الرواية، فالرواية هي ترجمة عن مرحلة عاشها فى موسكو ما بين سنة 1984 وسنة 1987 ترصد مرحلتين او زمنين زمن ماقبل "غورباتشوف" وما بعده، رواية تعتمد على حادثة انتحار صديقه السودانى عبد الرحيم ابو ذكرى وتنطلق منها والذى يثير الانتباه فى هذا المتن انه يحفل بمواقف الانتحار..

اما عن المسمار فدلالاته متنوعة من الدلالة الايروسية الى الدلالة الوجودية والبحث عن الذات والهوية وهذا ما اشار اليه المؤلف على غلاف الرواية قائلا "في هذه الرواية مسمار. هو ليس، في وجه من أوجهه، مسمار جحا. لا يهمّنا هنا إلاّ مسمار تشيخوف، مركّب إضافيّ قد يعني في جملة ما يعنيه الأثر إذ يدلّ على المسيّر والشّيء قبل أن يصير شيئا أو عدما".

بناء الرواية

يلاحظ الرياحى ان الرواية منفتحة على السرد الحديث والقديم باتخاذ يوسف رزوقة لراوِ عليم وهو" شلهوب الحكيم " يتدخل لسد ثغرات السرد ولكشف عما وراء الضمائر، ويضيف يوسف رزوقة انّ الراوي يتموقع فى الموقع الذى لا يتوقعه القارئ، واكد انه انتهج ما يسمى بالتوليد القصصى فالرواية فى بنائها منفتحة على ممكنات قصصية متعددة.

ويرى المؤلف انّ الرواية لا يجب ان تقوم دائما على الحبكة المطلقة، فالحبكة هي من صنع راويها فهو يدعو الى الرواية التى تقوم على البعثرة والتفكيك الذى لا يؤدى الى فوضى وانما الذى يفضى الى نظام معيّن داخل الرواية، كما انه يرى انّ الاسلوب هو نوع من المخاتلة وذروة القراءة عندما يخيّب الكاتب افق انتظار القارئ.

مسمار تشيخوف بين السيرة الذاتية والتخييل

تساءل كمال الرياحى عن حدود السيرة الذاتية فى هذه الرواية خاصة انّ معظم احداثها كانت حقيقية، يجيب يوسف رزوقة انّ هذه الرواية على اخلاصها فى نقل الواقع لم تأخذ من السيرة الذاتية الا ما يخدم اهدافها ويرى ان كتابة الانا هي ليست محاولة منه لجلد الذات وانما تقييم ذاتى لمرحلة عاشها مع شخصيات حقيقية رأى انه يمكن ان تكون مادة ثرية فى بناء الرواية.

العودة الى الرحم 

بعد ترحال وسفر متكرر للمبدع يوسف رزوقة فى بلدان عديدة وعقد صداقات مع مبدعيها وشراكات ابداعية كبيرة مع مثقفى تلك البلدان، يعود يوسف رزوقة الى الوطن من جديد ويقول فى ذلك هي "عودة الى لحظة الطمـانينة الى لحظة البياض الى الرحم من جديد " ويشير رزوقة فى آخر اللقاء ان هذه الرواية ما هي إلاّ تمهيد لروايات اخرى فلرزوقة رواية اخرى تحت الطبع بعنوان" وداعا براءة العالم " ثم هو بصدد كتابة رواية اخرى وضع لها عنوان اوّلى 555 يقول انها تنهل من تقنيات السينما من تقطيع وفضاءات مكانية وزمانية .

ابتســـــــــــــــــام القشورى